
البهجة تجمعنا… أجواء حماسية من مهرجان الجزائر العاصمة للرياضات في طبعته الثانية
خليدة زغلامي
تحولت الجزائر العاصمة نهاية هذا الأسبوع إلى وجهة مميزة بفضل فعاليات الطبعة الثانية من مهرجان الجزائر العاصمة للرياضات، المنظم تحت شعار “البهجة تجمعنا” الذي يعكس رؤية المهرجان في جعل الرياضة أداة لتعزيز التلاحم الاجتماعي، وترسيخ ثقافة صحية ونشيطة لدى الشباب.
حيث نجح هذا المهرجان في جمع محبي الرياضة والهواء الطلق من مختلف الأعمار والجهات، في أجواء بهيجة استقطبت الزوار من داخل وخارج الولاية، كما شهد المهرجان حضور عدد من الرياضيين، السياح، والمشاركين من مختلف ولايات الوطن، إلى جانب ممثلين عن جمعيات و نوادي رياضية، وأسماء بارزة في عالم الرياضة، بالإضافة إلى حضور جماهيري غفير زاد من زخم الفعاليات ما منح الحدث بعدا وطنيا.
هذا و امتدت التظاهرة على مدار ثلاثة أيام “03.02.01” ماي 2025، وتوزعت فعالياتها عبر 14 موقعا ترفيهيا بين الساحات العامة، والفضاءات المفتوحة على غرار كل من :”غابة القادوس، غابة باينام، ميناء جميلة، منتزه باب الواد و منتزه صابلات، الحديقة الحضارية باب الزوار، بالإضافة إلى حديقة دنيا بارك و حديقة التجارب الحامة، حديقة واد السمار و حديقة بن عكنون، رياض الفتح و سيدي عبد الله، سد الدويرة، و ضفاف الحراش.”
كما شمل المهرجان 120 نشاطا رياضيا وشبانيا، من خلال تنظيم مسابقات وعروض في مختلف الرياضات، من الألعاب الجماعية ككرة القدم والكرة الطائرة، إلى الرياضات الفردية كالفنون القتالية، الكاراتيه، الجمباز، ورياضة الباركور التي جذبت أنظار الحضور بحركاتها الاستعراضية المثيرة… و غيرها من الرياضات.
و في هذا الصدد صرح “عمي محمد أكرم” عضو بجمعية زهرة بلادي لسياحي قائلا:” حرصت جمعية زهرة بلادي على المشاركة في الطبعة الثانية من مهرجان الجزائر العاصمة للرياضات، و هذا من خلال سباق رمزي للأطفال في لعبة جديدة من نوعها يطلق عليها اسم “كرة الهدف”، مؤكدا أن الجمعية هدفها تثقيف الأطفال و تعليمهم رياضات لها علاقة بالذكاء و تطوير الطفل.. مضيفا ما شاهدته هنا اليوم يبعث على الفخر كون الرياضة عادت إلى الشارع، إلى الناس… هذا المهرجان أعاد البهجة إلى وجوه الأطفال.”
و من جهة أخرى أعرب “لجنف زكرياء” رياضي في الفنون القتالية عن سعادته بالمشاركة قائلا: “الجميل في هذا الحدث أنه يمنحنا نحن الرياضيين فضاء لنعرض مواهبنا ونتفاعل مع الجمهور، مشيرا أنه يحرص على المشاركة في مختلف الفعاليات التي لها علاقة مع الرياضة و الفنون القتالية لتعريف بهذه الرياضة على المستوى الوطني، كونها تحث على الأخلاق و الصبر، و التحكم في توازن الجسم.”
أما “بودينة سيد علي” رياضي في المنتخب الوطني لتجديف أكد لسياحي أن هذه التظاهرة مهمة جدا كونها جمعت كل أنواع الرياضات، كما أنها تفيد الناس لاستقطاب و التعرف على مختلف أنواع الرياضات، مضيفا أنه بدوره يرحب بكل من يرغب بالتعرف و تعلم رياضة التجديف التي تعتبر رياضة كاملة و مهمة جدا للصحة، و تمنح الفرصة لتحقيق البطولات و تشريف الراية الوطنية”.
الرياضة كرافعة للسياحة المحلية
أصبحت المهرجانات الرياضية كمهرجان “الجزائر العاصمة للرياضات” أداة فعالة للترويج السياحي، كونها تسهم في تنشيط الحركة الاقتصادية والتعريف بالمؤهلات السياحية والثقافية للمدن التي تحتضنها، فعندما تنظم أحداث رياضية كبرى في فضاءات مفتوحة فإنها تجذب الزوار من مختلف الولايات، ما يخلق ديناميكية سياحية موازية.
حيث لا يكتفي الزائر الرياضي بالمشاركة أو المشاهدة، بل يزور المعالم التاريخية، يجرب الأطباق التقليدية ويتعرف على الحرف المحلية، وهو ما يعزز صورة المدينة كوجهة سياحية متنوعة وغنية، وهكذا تتحول الرياضة من مجرد نشاط بدني إلى جسر يربط بين الثقافة، السياحة، والتنمية المحلية المستدامة.
للإشارة أن هذا الحدث الذي حول العاصمة إلى ساحة رياضية في أجواء احتفالية ما هو إلا فرصة سانحة لتشجيع السياحة الجزائرية، و التعرف على أبرز معالمها الترفيهية و مقوماتها السياحية، باعتبار هذه التظاهرة نظمت عبر 14 موقعا ترفيهيا (مواقع مائية، مناطق حضرية و مساحات طبيعية)، و في هذا الصدد صرح السيد “بودينة سيد علي” رياضي في المنتخب الوطني لتجديف قائلا: “نشجع بقوة هذا النوع من المبادرات التي تربط بين النشاط الرياضي والبعد السياحي، لأنها تخلق فرصا جديدة للتعريف بثقافتنا وتراثنا، وتفتح آفاقا واسعة أمام السياحة الداخلية والخارجية على حد سواء.”
وقال الدراج “أيمن دبازي” هذا النوع من المهرجانات الرياضية يساهم بشكل مباشر في الترويج للمواقع السياحية بالجزائر، عندما يزورنا رياضي أو متفرّج من ولاية أخرى، فإنه يكتشف العاصمة من زاوية جديدة، وهذا يعزّز الحركة السياحية الداخلية”، مضيفا أن الرهان لم يكن رياضيا فقط، بل ثقافيا وسياحيا أيضا، و هدفنا أن نظهر للعالم أن الجزائر يمكن أن تكون وجهة للرياضة والسياحة معا”.
هذا و أكد العداء “نزيم بوطالبي” لسياحي قائلا:”مشاركتي في مهرجان الجزائر العاصمة للرياضات تجربة فريدة من نوعها، حيث لم تكن مجرد منافسة رياضية بل كانت فرصة لاكتشاف جمال العاصمة وتاريخها وثقافتها”، مضيفا:” أؤمن أن الرياضة قادرة على الترويج للسياحة، فهي تجمع الناس من مختلف المناطق وتدفعهم لاكتشاف أماكن جديدة، و من خلال هذا المهرجان، رأينا كيف يمكن للرياضة أن تكون جسرا يربط بين الشغف الرياضي وروعة المقاصد السياحية في الجزائر.”
ــ الجدير بالذكر أن المهرجان لاقى دعما كبيرا من السلطات المحلية، إضافة إلى مساهمة عدد من الرعاة والشركاء من القطاعين العام والخاص، مما سمح بتنظيم نسخة أكثر احترافية وغنى في المحتوى. مهرجان “البهجة تجمعنا” أرسل رسالة قوية مفادها أن الرياضة ليست مجرد منافسة، بل هي وسيلة للفرح، الوحدة، والتنمية المجتمعية، وهو ما جعل من هذا الحدث موعدا سنويا مرتقبا لعشاق الرياضة في العاصمة، بل هي أيضا رافعة للتنمية والترويج الثقافي و السياحي.