بمناسبة تصنيف الحظيرة الثقافية للساورة ضمن التراث الوطني

في إطار إحياء شهر التراث الثقافي لسنة 2025، واحتفاءً بتصنيف الحظيرة الثقافية “الساورة” ضمن قائمة التراث.الثقافي.الوطني، نظّمت وزارة الثقافة والفنون، مساء الخميس 24 أفريل 2025، عرضًا شرفيًا للفيلم الوثائقي “الساورة.كنز.طبيعي.وثقافي” بقصر الثقافة “مفدي زكريا”، من إخراج رضوان. طاهري، وبدعم من وزارة الثقافة والفنون.

وكانت اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية قد صادقت، صباح اليوم نفسه، بالإجماع على تصنيف الحظيرة الثقافية.للساورة، التي تمتد عبر ولايتي بشار و بني.عباس، على مساحة تُقدَّر بـ 92.014 كلم²، وتحتضن عناصر طبيعية وثقافية ذات قيمة وطنية واستثنائية. ويتميّز تراثها الطبيعي بتنوع بيولوجي فريد، يشمل مناطق رطبة، وغزلانًا، وأروية مهددة بالانقراض، وطيورًا مهاجرة، بينما يمتد التراث الثقافي من العصر الحجري إلى العمارة الطينية للقصور الصحراوية.

وقد حضر وزير الثقافة والفنون أشغال اللجنة الوطنية للممتلكات الثقافية، وتابع عرض عدد من ملفات التصنيف، حيث جدد دعمه الكامل لجهود التصنيف، معتبرًا إياها إحدى أهم وسائل حماية الموروث الثقافي الوطني وتثمينه.

وشهدت الأمسية المخصصة لعرض الفيلم بحضور السيد الوزير زهير بٓللو، إلى جانب عدد من المسؤولين وممثلين عن قطاعات الثقافة، الفلاحة، البيئة، الشؤون.الخارجية، إلى جانب ممثلين عن مختلف الأجهزة الأمنية، وخبراء وإعلاميين.

وفي كلمته، أشاد السيد الوزير بأهمية العمل التوثيقي وبالتعاون المؤسساتي الذي تُوّج بتصنيف “الساورة” كحظيرة وطنية، مثمنًا الجهود المبذولة من طرف الفريق الفني.

وقد تضمّن البرنامج عرض الجزء الأول من الفيلم، الذي أبرز جماليات المنطقة الطبيعية، تلاه وصلة موسيقية راقية على آلة العود.

ثم كانت الكلمة للمخرج رضوان طاهري، الذي استعرض خلفيات إنجاز الفيلم ودوافعه، مشيرًا إلى أهمية المشروع في إبراز العلاقة المتناغمة بين الإنسان والبيئة في الجنوب الجزائري، ومؤكدًا أن تصنيف “الساورة” يُعد مكسبًا وطنيًا نوعيًا لترسيخ ثقافة الحماية والتثمين.

تواصل الفيلم بتسليط الضوء على الجانب الثقافي للحظيرة، من خلال الرسومات الحجرية والقصور، كما أبرز التراث اللامادي المتجسد في العادات، الحرف.التقليدية، والطقوس الشعبية.

كما عُرضت صور وفيديو حصري لفهد الصحراء “أماياس”، تم التقاطها بالحظيرة الثقافية للهقار، حيث دعا مدير الحظيرة إلى تعزيز التعاون وتوعية المواطنين بأهمية حماية هذا الموروث.