
الحرفي المختص في النقش على الخشب برومة إبراهيم لبسياحي:
أحرص على صنع كل ما يمثل هويتنا الثقافية و الاجتماعية
تعتبر حرفة النقش على الخشب من أقدم الصناعات التقليدية، و هي مجموعة من الفنون الحرفية التي تقوم بها الأيادي الماهرة لتحويل الخشب إلى فنون جميلة نابضة، و التي أصبحت اليوم تسوق للسياح بصفة خاصة.
حيث تعتبر نجارة الخشب من الفنون الجميلة التي تتطلب الكثير من الدقة والصبر، و تتميز الجزائر بتواجد مختلف أنواع النجارة وهذا بفضل احتوائها على أشجار نفيسة، و عليه نجد حرفيين متمسكين في هذه الحرفة، و هدفهم تعريفها للأجيال القادمة من أجل المحافظة عليها و منعها من الاندثار، و هذا ما وجدته السياحي في الحرفي “برومة إبراهيم” من ولاية أدرار الذي أبدع من خلال أنامله الذهبية و قدم لنا أجمل القطع الفنية، و لتعرف أكثر على عمي إبراهيم، و اكتشاف حرفته كان لنا معه الحوار الآتي:
حاورته: خليدة زغلامي
السياحي: هل لنا أن نتعرف على برومة إبراهيم؟
برومة إبراهيم: السلام عليكم، في البداية اشكر جريدة السياحي على هذه الاستضافة و حرصها على الاهتمام بالحرفيين و الصناعات التقليدية..
معكم السيد “برومة إبراهيم” حرفي مختص في النقش على الخشب من ولاية أدرار، حيث كانت بدايتي مع هذه الحرفة منذ نعومة أظافري كوني ورثتها أبا عن جد، و هي جزء لا يتجزأ من حياتي، و أعتبرها عالمي الخاص، و نظرا لأهميتها في إظهار و التعريف بالموروث الثقافي الجزائري أحرص على تعليمها للأجيال الصاعدة، و الهدف المحافظة عليها و منعها من الاندثار.
السياحي: ما نوع القطع الفنية التي تحرص على صنعها؟
برومة إبراهيم: كحرفي أمتهن هذه الحرفة منذ الستينات يمكنني أن أقول لك يا بنيتي أنني نحث العديد و العديد من القطع الفنية، أشكال مختلفة الأحجام و الأنواع على غرار “الكراسي، الطاولات، تحف لزينة، ديكورات و غيرها….، و نظرا لاهتمامي بالصناعات التقليدية التي تعكس موروثنا الثقافي فأنا أحرص بالدرجة الأولى على صنع كل ما هو تقليدي و كل ما يمثل هويتنا الثقافية و الاجتماعية.
السياحي: ما هي الأدوات الأولية التي تعتمد عليها؟
برومة إبراهيم: الأدوات الأولية التي أعتمد عليها هي أدوات حادة حديدية تسمى بــ”الأزميل”، كما استعمل المادة التي ننحت عليها الخشب بكل أنواعه، دون أن ننسى الخشب بطبيعة الحال.
السياحي: كم تستغرق الوقت لإتمام قطعة فنية معينة؟
برومة إبراهيم: الوقت يا صغيرتي يكون على حسب القطعة التي ترغبين بصناعتها أو نحتها، و على الحسب الشكل و الحجم، و على حسب التفاصيل أيضا، حيث هنالك قطع تأخذ مني يوم أو يومين، أما القطع الكبيرة ذات التفاصيل المختلفة فهي تحتاج إلى التركيز و الصبر، و بالتالي تأخذ مني وقت أطول، و ما لاحظته من خلال حرفتي أن العمل الذي يستغرق وقتا أطول و تركيز النتيجة تكون مبهرة و تعجب الزبون أو السائح.
السياحي: كيف ترى واقع حرفة النقش على الخشب هل هي في اندثار أم هنالك إقبال عليها؟
برومة إبراهيم: بصراحة واقع هذه الحرفة في طريق الاندثار، كونها أصبحت محطة اهتمام السياح فقط اللذين يرغبون باقتناء قطع تذكارية فقط، أما في سائر الأيام لا يوجد إقبال كما عهدناه في السنوات الماضية، و من خلال هذا المنبر أدعوا مسؤولي القطاع و المهنيين الترويج أكثر لهذه الحرفة المميزة، و الاهتمام أكثر بالحرفيين اللذين يسعون للتعريف بها و الترويج لها.
السياحي: كحرفي هل تحرص على المشاركة في المعارض و المحافل الخاصة بالصناعات التقليدية؟
بدرومة إبراهيم: بطبيعة الحال فالمعارض مهمة جدا للحرفي، و لها دور كبير في التعريف لمنتوجه و التسويق له، و أنا أعتبرها باب من أبواب التسويق و همزة وصل بين الحرفي و الزبون، و من خلال المعارض يمكننا ربط علاقات و اكتساب الخبرة مع زملائنا في نفس المجال، و بالتالي أحرص دائما على المشاركة في المعارض و أأمل من وزارة السياحة و الصناعات التقليدية بتنظيم معارض بصفة دائمة، فمن خلالها يستطيع الحرفي بيع منتوجه، و في نفس الوقت المساهمة في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.
السياحي: كلمة أخيرة…
بدرومة إبراهيم: الحمد لله دائما وأبدا، والشكر الموصول لجريدة السياحي، وشكرا على اهتمامكم بالحرفيين.