
لقاء مع الحرفي :إسماعيل آيت رابح: : مصمم في الألبسة التقليدية بأسلوب رفيع لا يخلو من اللمسات الإبداعية
خليدة زغلامي
يعتبر اللباس التقليدي الأصيل من المقومات الثقافية التي تبرز مدى تمسك الفرد الجزائري بهويته وتراثه الضارب في عمق الحضارة، ولعل التنوع الثقافي الجزائري من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه يعتبر قوة ضخامة تراثه الذي يبصم ثروة التقاليد وميزة التنوع الحضاري في الأزياء التقليدية لكل شبر من الوطن، جعل من الحرفيين المهتمين بالألبسة التقليدية يسعون للحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي أبا الاندثار و تطويره من خلال حياكته و تعليمه للجيل الصاعد، و هذا ما وجدته السياحي في الحرفي “إسماعيل آيت رابح” مصمم أزياء تقليدية من ولاية تيزي وزو.
حيث يعتبر إسماعيل آيت رابح ابن تيزي وزو الساحرة، نموذجا للحرفي الغيور على موروثه الثقافي، كونه يسعى من خلال أنامله الذهبية في المحافظة على أصالة لباسنا التقليدي، و هذا من خلال حياكته و التعريف به في المحافل الوطنية و حتى الدولية.
هذا و أكد “إسماعيل” في دردشة مع السياحي على هامش فعالية الجائزة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف بقصر الثقافة مفدي زكرياء أنه يمتهن هذه الحرفة منذ نعومة أظافره، فتعلقه بلباسنا التقليدي الذي يعكس هويتنا و موروثنا الثقافي، شجعه إلى دخول عالم التصميم الذي اعتبره فرصة سانحة لتعرف أكثر على ما تزخر به بلادنا من تنوع في ألبستها، كما أنه يحرص على التعريف و الترويج له من خلال المشاركة في المعارض و التظاهرات التي تقام على مستوى التراب الوطني.
مضيفا أن هذه المعارض بمثابة همزة وصل بين الحرفي و الزبون، كما أنها باب من أبواب التسويق، و للمعارض دور كبير في التعريف بحرفته الذي أكد لنا أنها لاقت رواجا و اهتماما كبيرا من قبل السياح أو الزوار، و هذا الأمر يدفعه لمواصلة نشاطه الحرفي، و هدفه التسويق للمنتوج الجزائري دوليا، و التوريثه للأجيال الصاعدة.
هذا و تحصل السيد “إسماعيل آيت رابح” مؤخرا على الجائزة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف في نشاط “العمل على القماش والنسيج”، حيث أكد لسياحي أنه شارك في هذه الجائزة بلباس تقليدي يتكون من جبة قبائلية على شكل قفطان، بالإضافة إلى رداء ليصبح فيه الزي ملحفة شاوية، معبرا عن سعادته و فخره كونه مثل ولاية تيزي وزو، و استطاع التعريف و الترويج بألبستنا التقليدية في تصميم واحد، مضيفا أن هذا المشروع استغرق التفكير فيه و العمل عليه قرابة عشرين سنة، كونه صعب نوعا ما حياكة تصميم واحد يعكس الجهات الأربعة من الجزائر فهذا ليس بالأمر الهين، مشيرا أن مثل هذه المسابقات و الجوائز بمثابة تحفيز كبير لكل حرفي يسعى من خلال أنامله الذهبية الحفاظ على المنتوج الجزائري، و توريثه للأجيال الصاعدة.
و من جهة أخرى أكد نفس المتحدث لسياحي أن التقنيات المستخدمة في المنتوج المتوج هي مادة قماش حسب الطلب، كما قام باستعمال رسوم في المرجع المحلي لولاية تيزي وزو “المدنيف”، بالإضافة إلى بعض الرموز و الأشكال التقليدية، مع إدخال لمسة عصرية مستوحاة من المرجع المحلي والحرائق التي عاشتها المنطقة، كما أن التصميم هو عبارة عن عمل احترافي عن طريق قصة تاريخية عريقة، مضيفا أنه قام بعرض العمل في صندوق خاص يوضع فيه اللباس بنفس الرسومات، وبشكل التحكم في التحسينات النهائية المتميزة التناغم والتوازن في الألوان.