
وزيرة السياحة والصناعة_التقليدية، تشرف على لقاء مع مديري السياحة والصناعة التقليدية وغرف الصناعة التقليدية والحرف لولايات الأربعة والعشرين الجنوبية.
لقاء حول موسم السياحة الصحراوية
أشرفت السيدة حورية مداحي وزيرة السياحة والصناعة التقليدية السبت 18 جانفي 2025, بقصر الثقافة مفدي زكرياء ، على لقاء حول موسم السياحة الصحراوية ، بحضور كل من السيد الأمين العام للوزارة ، السيد الرئيس المدير العام لمجمع فندق سياحة وحمامات معدنية، السيدات و السادة إطارات المركزية للوزارة، مسؤولي المؤسسات تحت الوصاية، و السيدات والسادة كل من مديري السياحة والصناعة التقليدية و غرف الصناعة التقليدية والحرف لولايات الجنوب الأربعة و العشرين.
، أكدت السيدة وزيرة السياحة والصناعة التقليدية أن هذا اللقاء يكتسي أهمية بالغة كونه يهدف لتعميق التواصل والتشاور والتنسيق بين الادارة المركزية والمديرين المحليين لولايات جنوبنا الكبير الذي يحمل في طيّاته كنوزا طبيعية استثنائية يمتزج فيها التراث الثقافي والتاريخي الذي يشهد على حضارة عريقة لآلاف السنين، وعلى تجذّر الأصالة والكرم لسكانه المحلين الذين يمتازون بالضيافة التقليدية التي تزخر بها صحرائنا الغنية.
كما أشارت أن قطاع السياحة في الجزائر يعيش اليوم مرحلة مفصلية مدعوما برؤية القيادة العليا للبلاد وعلى رأسها السيد رئيس الجمهورية الذي جعل من التنمية المستدامة في الجنوب الجزائري محورًا استراتيجيا لتطوير الاقتصاد، ومن قطاع السياحة موردا اقتصاديا واعدا ، و ذلك بتنفيذ تعليماته المسداة بتطوير السياحة الداخلية مع إيلاء الأولوية لتنمية السياحة الصحراوية، مؤكدة أن الدولة تسهر على تعزيز المناخ المناسب لتطوير هذه الوجهات السياحية و التركيز على الأمن وتحسين النقل وتوسيع وتشجيع الاستثمار بالإضافة إلى رقمنة القطاع والترويج الاعلامي لقدرات الجزائر السياحية بما يجعلها وجهة اقليمية ودولية متميزة.
و أثنت بالمناسبة على الجهود التي تُبذل من قبل كافة الفاعلين والمتعاملين السياحين، السلطات المحلية، الإطارات في القطاع السياحي، مصالح الامن والسكان المحليين الذين ساهموا في تقديم صورة ثقافية أصيلة للزوار والسياح، وجعلوا من موسم السياحة الصحراوية أحد المحطات السنوية الهامة التي عرفت فيه بلادنا حركية سياحية استثنائية وتوافد معتبر على مستوى كل الولايات الجنوبية.
و في هذا السياق أشارت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية أن السياحة الصحراوية شهدت انتعاشا ملحوظا في الموسم السياحي الأخير، إذ استقطبت ولايات الجنوب عشرات الألاف من السياح من الداخل والخارج والذين زاروا المعالم والمواقع المدرجة ضمن المسارات السياحية الرسمية ، حيث تم تسجيل خلال موسم السياحة الصحراوية 2023-2024 ما يقارب 500.000 سائح من مختلف ولايات الوطن وكذا 37.000 سائح أجنبي، مما يساهم في دعم عجلة التنمية المحلية واستحداث العديد من مناصب الشغل الموسمية على مستوى ولايات الجنوب .
وخلال الثلاثي الأول لموسم 2024-2025 أبرزت السيدة الوزيرة الحركية السياحية المتصاعدة من خلال الإحصائيات المسجلة والمتمثلة في 186.000 سائح من مختلف ولايات الوطن وكذا 22.700 سائح أجنبي، كما شكلت الصناعة التقليدية والحرف جزءا أساسيا من المشهد السياحي حيث أضفت جمالية وحركية للأماكن السياحية يفضل منتوجات الحرفيين الذين تفننوا بأيديهم الماهرة وبأناملهم المبدعة بصناعة بدوية بطابع تقليدي ذي البعد الثقافي والفني والتاريخي.
و بخصوص قطاع الصناعة التقليدية والحرف، أكدت السيد الوزيرة أنه يحظى باهتمام الدولة سواء في بعده الاقتصادي والاجتماعي كمصدر أساسي من مصادر التنمية المحلية وخلق مناصب الشغل وكذلك بحمايته و الحفاظ على أصالته وهذا بمنح العلامة الوطنية تحت اسم “صناعة تقليدية جزائرية ” على منتجات الصناعة التقليدية الجزائرية على المستوى الوطني، وكذا علامة ” صناعة تقليدية جزائرية منتوج منطقة ” ، كما أوضحت أن مجهودات الدولة تبقى منصبّة في دعم الحرفيين من أجل ضمان تنمية مستدامة للصناعة التقليدية والحرف وتطويرها للارتقاء بها على مستوى الأسواق الوطنية و الخارجية.
و قصد جعل السياحة الصحراوية أكثر جاذبية للسياح، أشارت السيدة الوزيرة إلى خارطة الطريق التي يجب الاعتماد عليها والتي ترتكز على مقاربة مستقبلية قصد الوصول إلى التحسينات المطلوبة على مدى القصير وأساسها المحاور التالية:تسريع التدابير لتطهير مناطق التوسع السياحي، والانطلاق في مشاريع التهيئة من أجل توفير أوعية عقارية سياحية واستقطاب المستثمرين لإنجاز المشاريع الاستثمارية. التعاون بين القطاع العام والخاص لإنجاز قرى سياحية منخفضة التكلفة لتوفير خدمات الايواء بأسعار معقولة لتكون في متناول جميع الفئات خاصة العائلات الجزائرية. و تصميم مشاريع استثمارية بما يتناسب مع البيئة الصحراوية، حيث تشمل على مخيمات معصرنة ومجهزة بشكل مريح ومرافق أساسية مثل المطاعم المحلية والأسواق الحرفية ما يسمح في دعم الاقتصاد المحلي.
و تبنى استراتيجية مبتكرة وحديثة للترويج للسياحة الصحراوية، واعتماد التسويق الرقمي للوصول إلى جمهور واسع وبتكاليف منخفضة. و تعزيز دور الوكالات السياحية والأسفار في الترويج للسياحة الصحراوية من خلال تقديم برامج سياحية متكاملة تشمل رحلات استكشاف الصحراء والإقامة في مخيمات تقليدية. و الاعتماد على دور السكان المحليين الذين يمثلون حلقة تواصل بين السياح وثقافة الصحراء الغنية مع تعزيز مساهمتهم من خلال تنظيم برامج للإرشاد السياحي بطريقة تحافظ على الهوية التقليدية العريقة. و تطوير وتحسين الموارد البشرية لتحقيق الأفكار المبدعة لشباب الجنوب التي تحتاج إلى التأطير مما يتيح لهم الفرصة لتحويل هذه الأفكار إلى مشاريع ملموسة تخدم القطاع السياحي.
وختمت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية كلماتها بالتنويه بأن تطوير السياحة الصحراوية تحمل في طياتها فرصة كبيرة لتنويع الاقتصاد المحلي، من خلال استغلال كل الامكانيات الهائلة للسياحة وتحويلها الى مقصد سياحي يرتكز على الاصالة والتنمية المستدامة، من خلال العمل والتنسيق مع المتعاملين السياحيين والمستثمرين والسلطات المحلية، والتحلي بروح المبادرة والمسؤولية في تأدية مهام الإطارات المحلية، ويذل كل الجهود لرفع التحديات لتصبح السياحة الصحراوية قيمة مضافة للاقتصاد كونها أحد الأقطاب الأساسية والمهمة في السياحة الجزائرية.
بعدها تابعت السيدة الوزيرة عروضا حول واقع وحصيلة النشاطات السياحية الصحراوية والسياحة الحموية قصد الوقوف على مجريات تنشيط هذا الموسم بولايات الجنوب قدمها كل من:السيد الرئيس المدير العام لمجمع فندقة سياحة وحمامات معدنية حول الدور المحوري الذي يلعبه المجمع في تطوير السياحة الصحراوية وإسهاماته من خلال 22 مؤسسة فندقية متواجدة عبر الولايات الجنوبية، منهم ثلاثة مشاريع في طور الإنجاز، بطاقة استيعاب 2000 غرفة و 4000 سرير، و كذا إطلاق منصة رقمية للحجز الفندقي.السيد المدير العام للسياحة حول مقومات وإمكانات السياحة الصحراوية من حيث مناطق التوسع السياحي والمشاريع الاستثمارية السياحية ودور الوكالات السياحة والأسفار في الترويج وتنشيط موسم السياحة الصحراوية.
و السيد المدير العام للغرفة الوطنية للصناعة التقليدية والحرف، حول الإمكانات الهائلة التي يمتاز بها قطاع الصناعة التقليدية بالولايات الجنوبية وكذا مساهمات غرف الصناعة التقليدية والحرف والحرفيين في الترويج للموروث الثقافي والفني من خلال منتوجاتهم المبدعة.
و السيد مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية جانت حول موسم السياحة الصحراوية بالجنوب الشرقي والذي يضم 14 ولاية (الوادي، المغير، المسيلة، بسكرة، أولاد جلال، الجلفة، غرداية، إن صالح، تقرت، ورقلة، جانت، إليزي، تمنراست وإن قزام) و السيدة مديرة السياحة والصناعة التقليدية لولاية تيميمون حول موسم السياحة الصحراوية بالجنوب الغربي و الذي يضم 10 ولايات ( الأغواط، البيض، النعامة، بشار، تندوف، المنيعة، بني عباس، أدرار، تميمون و برج باجي مختار)
في الأخير عرف اللقاء نقاشا تم من خلاله استعراض الانشغالات والصعوبات وتقديم الاقتراحات من طرف مديري السياحة والصناعة التقليدية وغرف الصناعة التقليدية والحرف، ومن خلاله أسدت السيدة الوزيرة عدة توجيهات وتعليمات تمثلت في:تعزيز الحضيرة الفندقية بمنشآت متلائمة مع البيئة الصحراوية مثل المخيمات المعصرنة، لتدارك النقص المسجل في طاقة الإيواء.
و تحفيز وتعزيز الاستثمار السياحي المتناغم مع البيئة الصحراوية. و تفعيل الدور الحيوي للوكالات السياحية والأسفار في تنويع العروض السياحية ومساهمتها في الترويج الرقمي لوجهة الجزائر السياحية وبالخصوص السياحة الصحراوية بطريقة مبتكرة، و تشجيع الشراكة بين القطاع العام والخاص، و العمل بالتنسيق مع المتعاملين في قطاع السياحة على تخفيض أسعار الغرف الفندقية،
الارتقاء بالخدمات السياحية من خلال الاستثمار الأمثل في الموارد البشرية من خلال التكوين المتواصل، سواء للكوادر الإدارية أو لمهنيي القطاع، والجمعيات الناشطة في القطاع،
تسريع وتيرة الرقمنة مركزيا ومحليا، سواء ما تعلق بالنشاطات السياحية أو الصناعة التقليدية، و تنظيم بشكل دوري لعمليات التفتيش والمراقبة للمرافق السياحية والوكالات السياحية، لضمان الجودة والتميز في الخدمات المقدمة. مع مرافقة الحرفيين في الترويج والتسويق لمنتوجات الصناعة التقليدية من خلال المنصات الرقمية التابعة لمؤسسات القطاع وكذا وكالات السياحة والأسفار والمؤسسات الفندقية.