تراثحواراتصناعات تقليدية

السيدة جلاد زهية: رحلة الإبداع في صناعة مواد التجميل الطبيعية الجزائرية

بدأت جلاد زهية مشوارها الحرفي في مجال صناعة مواد التجميل الطبيعيةمنذ 12 سنة، متسلحةً بحب عميق لهذا المجال ورغبة في تقديم منتج محلي يُحاكي التطلعات الجمالية. في حديثها عن بداياتها، قالت السيدة زهية: “كنت أميل جداً لكل ما يتعلق بالتجميل، ومن هنا بدأت قصتي في هذا المجال” .

في البداية، عملت السيدة زهية مع مؤسسة أجنبية، حيث اكتسبت الكثير من الخبرة والمعرفة في كيفية التسويق لمنتجات التجميل واستخدام المواد المناسبةو الفعالة في صناعة هذه المنتجات.بعد ذلك، قامت السيدة زهية بتطوير مهاراتها من خلال دورات تدريبية متخصصة في مجال صناعة مواد التجميل لكنها لم تكتفِ بالتعلم من الخارج، بل قررت أن تضع بصمتها الخاصة في هذا المجال من خلال تقديم منتج جزائري متميز، حيث صرحت: “بدأت فكرتي في صنع منتج جزائري خاص بنا، وقلت لما لا نقدم إضافة إلى السوق الجزائري ” ، وكان أول منتج بدأت به هو صابون الوجه. وقالت عن هذا الصابون: “أجريت عليه العديد من التعديلات حتى تحصلت على نتيجة رائعة، فالصابون يعالج جميع مشاكل البشرة تقريباً مثل حب الشباب و آثاره، والتصبغاتو غيرها  ،ونتائجه كانت مرضية جداً لزبائني “.

منتجات طبيعية بأيدي جزائرية

تستخدم السيدة زهية في وصفاتها التجميلية الزيوت النباتية والزيوت الأساسية والطبية كمادة أولية، وهي مواد متوفرة بكثرة في الجزائر. “بلادنا غنية بالأشجار والنباتات المتنوعة، ومناخها المتنوع يجعلها تمتلك غطاء نباتي متنوع، ما يجعل من السهل الحصول على  المادة الأولية في صناعة مواد التجميل خاصة الزيوت و أنا أحرص على استخدام الزيوت المعصورة بشكل طبيعي حتى لا تفقد البذرة خصائصها وفوائدها”، تقول السيدة زهية.

بعد نجاح منتجها الأول، صابون الوجه، قررت السيدة زهية توسيع مجموعتها من خلال تطوير منتجات أخرى، مثل كريم مرطب واقٍ من أشعة الشمس، وكريم ليلي لتخفيف التجاعيد وتغذية البشرة، بالإضافة إلى كريم خاص للهالات السوداء والتجاعيد حول العينين. كما أضافت إلى مجموعتها أحمر شفاه مصنوع من زبدة الشيا وزيت اللوز لترطيب الشفاه وحمايتها من التشقق .

“لقد كانت نتائج هذه المنتجات رائعة، وأقبل الزبائن على اقتناء مجموعتي للعناية بالوجه، وهذا هو ما دفعني للاستمرار في تقديم المزيد من المنتجات. أتطلع مستقبلاً إلى صنع منتجات للعناية بالشعر والجسم، لتكون لدينا عناية شاملة”، تضيف السيدة زهية .

المنتجات للجميع

لا تقتصر منتجات السيدة زهية على النساء فقط، بل تشمل أيضاً الرجال الذين يعانون من مشاكل حب الشباب وحبوب الظهر  وغيرها .

تصنع السيدة زهية منتجاتها في منزلها، حيث تأخذ عملية صنع المنتج الواحد وقتًا وجهدًا. ورغم أنها ربة بيت وأم لأطفال، إلا أن حبها لمجال التجميل يجعلها تستمر في العمل على تطوير منتجاتها. ونظرا لانشغالها بأمور البيت  يساعدها ابنها في التسويق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تقوم ببيع منتجاتها هناك، إلى جانب البيع المباشر لزبائنها .

طموحٌ نحو المستقبل

في إطار تطلعاتها المستقبلية، تأمل السيدة زهية في فتح محل خاص بها قريبًا، حيث يمكن للزبائن أن يروا المنتجات أمامهم ويجربوها بأنفسهم. “أحلم أن يكون لي محلي الخاص في القريب العاجل بحول الله، كي يرى الزبائن المنتج أمامهم”، تقول

كما شاركت السيدة زهية في العديد من المعارض في الجزائر ، التي تعتبرها فرصة لتعريف الناس بمنتجاتها وللتواصل مع حرفيين وزبائن جدد. “المعارض كانت ذات فائدة كبيرة على مساري الحرفي، حيث يمكن للناس أن يروا ويجربوا منتجي ويتأكدوا من جودته”، تضيف .

رسالة إلى المستقبل

في النهاية، تأمل السيدة زهية أن يتطور المنتج الجزائري المحلي ويضع بصمته في السوق العالمية. “أتمنى أن نصل إلى مرحلة تتيح لنا تصدير منتجاتنا إلى الخارج، وأن نثبت للعالم أن الجزائر قادرة على إنتاج مواد تجميل طبيعية عالية الجودة”.

بهذا الطموح والإصرار، تواصل السيدة جلاد زهية مسيرتها الحرفية بكل حب وشغف، مستمرة في تقديم منتجات تجميل طبيعية تمزج بين التراث الجزائري وعلوم التجميل الحديثة .

 

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى