صناعات تقليدية

الصناعة التقليدية..بأدرار.موروث ثقافي يأبى الإندثار

 

من المعروف أن ولاية أدرار تشتهر بمجموعة معتبر من الصناعات التقليدية التي أبدعت أنامل الحرفيين في المحافظة عليها، و توريثها للأجيال الصاعدة.

حيث أتت هذه الحرف لسد حاجياته في تأثيث البيت من “أبواب وأقفال، أعمدة وأواني”، بالإضافة إلى ما يحتاجه من “لباس وأفرشة، ونعال وغيرها…، ومن أبرز الصناعات اليدوية حضورا نجد صناعة الفخار الأسود بتمنطيط، والحلي الفضية بزاوية كنتة، وصناعة الجلود بمنطقة أولف،  كما عرفت المنطقة صناعة القفف السعفية والزرابي، والجلابات، بالإضافة للصناعة التقليدية التارقية المعروفة عند شريحة المعلمين  بــ”الحلي الغربي لمدينة أدرار”.

حلي المرأة الأدرارية وزينة عطرها

تفننت المرأة الـتواتـية المقيمة في القصور والشعنبية والزاوية المقيمة بالمدينة، والتارقية والحسانية المقيمة بالحي الغربي، في خلق زينتها واقتناء مستلزماتها، ومن ذلك البخار الطيني البوداوي المزخرف، وما يلحق به من البخور التقليدي والجاوي، والعطرية، والغالية، وعود لقماري، والاوبان، والمستكة، والمسواك، كما اقتنت حللها الفضية من الدبلج، والخلخال وغيرهما.

الأكلات الشعبية… حفاظ على الذاكرة وتمسك بالأصالة

يقول أهل الاختصاص إن “الأكلات هي أصالة الشعوب”، والمطبخ الجزائري الثري يترجم أصالة هذا الشعب العربي.

وللجزائريين قصص طويلة وكثيرة مع الأكلات والأطباق وحتى الحلويات التقليدية، التي لا ترمز فقط لذلك المطبخ الأصيل، بل لتاريخ بلد يمتد لمئات القرون، ووراء كل طبق تقليدي جزائري قصة تروى، كما لكل أكلة منه مناسبته المفضلة أو المحددة، وترمز في غالبها إلى الأفراح أو حتى الأقراح، ولعل أبرز قيمة لها هي تلك اللمة العائلية التي تنجح تلك الأكلات التقليدية في جمعها.

حيث يعتبر المطبخ الأدراري من أشهر المطابخ الجزائرية التي مازالت محافظة على أصالة سكانها، فالمرأة التواتية أبدعت في صناعة وجبات محلية ذات قيمة غذائية عالية ملتفتة لمحيطها الواحاتي البسيط، أين القمح البلدي ولحم خروف الدمان المحلي اللذيذ الذي صيّرت منه أطباقاً، تستجيب لحاجات الإنسان التواتي اليومية والمناسباتية.

ــ و لعل من أبرز أطباق المطبخ التواتي نجد “المردود” وهو حبات كبيرة تفتل وتطهى مع لحم القديد والفول، كما نجد “المردف” وهو خبز مبطن محشو بالشحم والتمر يسقى باللبن وعادة يقدم صيفا لأنه وجبة باردة.

دون أن ننسى “الكسكس” وهو من أكثر الوجبات انتشارا بالمجتمع التواتي في الحياة اليومية والمناسبات، ويتميز الكسكس التواتي بمذاق خاص، إذ عادة ما يغرم به زوار و ضيوف الولاية.

بالإضافة إلى “خبز أنور” الذي  يصنع من دقيق القمح المحلّي، حيث يعجن دون خمائر ويُصهر في جوانب التنور الطيني، المصهد بالنار.

ليس هذا فقط حيث تشتهر الولاية بأكلة “الطنجية” التي تعتبر من أرقى الوجبات التواتية على الإطلاق، كونها تمتاز أنها دسمة جدا في المناسبات، وصفتها أن تعجن المرأة التواتية القمح المحلي، وتصنع منه كسرة في رماد النار، وبالمقابل تصنع قدرا من لحم وفير وبتوابل محلية لينتج أخيرا مرقا، تسقى به تلك الكسرة المشطرة إلى شظايا صغيرة، وتخلط بالمرق، ومن خصائص هذه الوجبة أنها تلقم وتؤكل باليد.

و لما نتكلم على المطبخ الأدراري لا يمكننا أن لا نذكر “الملفوف” الذي يعتبر من أشهى مقدمات وجبات الضيافة، ويصنع من كبد الخروف، حيث يقطع إلى قطع متوسطة تلف بالشحم الرقيق، وتحشا في سفود، وتصهد على النار.

 

ــ و بطبيعة الحال لا يمكن أن ننهض من مائدة الإفطار أو العشاء دون شرب كأس من الشاي، فللشاي التواتي طقوس وفرائض وسنن ومستحبات، حيث يعتبر من الطقوس اليومية للإنسان التواتي، لما له من ترويح في نفوس التواتيين، ويفضل طهيه على الجمر وله ثلاث مراحل، الكأس الأولى والثانية والثالثة، كمل تستحب فيه الرغوة وأن يقدم دافئا لا باردا.

الإقاعات الشعبية… مرآة عاكسة لتراث منطقة التوات

أبدع الإنسان التواتي بعض الإيقاعات الشعبية سعيا منه لتفريغ اليومي والترويح بعد عناء الأعمال الشاقة التي كان يقوم بها، كحفر الفقارت وأعمال البستنة والزرع، لذلك لجأ إلى صناعة الفرح والفرجة لمناسباته السنوية، ومن الإيقاعات الشعبية التواتية نجد إيقاع الحضرة أو الفقرة، وإيقاع صارة وهي رقصة شعبية يقوم بها الرجال، حيث يرقصون وفق إيقاع معين بضرب العصي مع بعضها.

كما نجد إيقاع البارود  وهو الرقصة الشعبية الأكثر حضورا بتوات، دون أن ننسى “إيقاع قرقابو” وهو رقصة إفريقية في أصلها، حيث يضرب فيها الدندون ويقرقب فيها الحديد، و يذهب العديد من الأنثروبولوجيين إلى عزو حضور أصوات الحديد بهذه الرقصة إلى رمزية أغلال الحديد.

ــ و لعل من أشهر الإقاعات الشعبية في أدرار نجد “إيقاع الطبل” أو ما يسمى بالشلالي، وهو من الطبوع الغنائية حيث يقدم من جلوس و يكون التصفيق والطبل والأغاني، هي مؤثثات هذا الطابع الموسيقي الغنائي الشعبي، وينتشر بتوات وعين بلبال ونواحي تيدكلت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى