
قدم المتحف الولائي المجاهد قسنطينة ضمن عروضه الافتراضية عرضا عن
المعالم الطبيعية و الآثار في وادي قسنطينة
توجد في ولاية قسنطينة عدة معالم وآثار تاريخية أهمها:
1- مقابر عصر ما قبل التاريخ: كانت مقابر أهالي مدينة قسنطينة على قدر كبير من الفخامة، تقع بقمة جبل، سيد مسيد، في المكان المسمى “نصب الأموات”.
كما اكتُشفت قبور أخرى تقع تحت “كهف الدببة” وأخرى ناحية “بكيرة”، كما توجد مقابر أخرى بمنطقة “الخروب” بالمواقع المسماة “خلوة سيدي بو حجر” قشقاش، وكاف تاسنغة ببنوارة وتعود كلها إلى مرحلة ما قبل التاريخ.
2- المقبرة الميغاليتية لبونوارة: على بعد 32 كلم عن قسنطينة، وعلى الطريق الوطني رقم 20 باتجاه “فالمة”، تقع المقبرة الميغاليتية لبونوارة على المنحدرات الجنوبية الغربية لجبل “مزالة” على بعد 2 كلم شمال قرية بوتوارة. وتتكون هذه الدولمانات “dolments” من طبقات كلسية متماسكة تعود إلى عصر ما قبل التاريخ، ويبدو أن عدداً كبيراً منها قد تعرض للتلف والاندثار.
يُشار إلى أن النموذج العام لهذه المعالم التاريخية يكون على شكل منضدة متكوّنة من أربع كتل صخرية عمودية وطاولة، تشكّل بدورها غرفة مثلثة الشكل، وعادة ما يكون الدولمان محاطاً بدائرة من حجارة واحدة، وفي بعض الأحيان من دائرتين أو ثلاث أو أربع، وقد كان سكان المنطقة القدامى يستعملونها لدفن موتاهم بهذه الطريقة المحصنة التي يبدو أنها قد استمرت إلى القرن الثالث ق.م
3- كهف الدببة: يبلغ طوله 60م ويوجد بالصخرة الشمالية لقسنطينة.
4- كهف الأروي: يقع قرب كهف الدببة ويبلغ طوله 6م، ويعتبر كلا الكهفين محطتين لصناعات أثرية تعود إلى فترة ما قبل التاريخ.
5- ماسينيسا وضريح بالخروب: على بعدد 16كلم جنوب شرق قسنطينة يقع ضريح ماسينيسا، وهو عبارة عن برج مربع، تمّ بناؤه على شكل مدرجات به ثلاثة صفوف من الحجارة وهي منحوتة بطريقة مستوحاة من الأسلوب الإغريقي- البونيقي، وقد نسب هذا الضريح لماسينيسا الذي ولد سنة 238 ق.م، وتوفي سنة 148 ق.م، حمى هذه المنطقة لمدة 60 سنة، ويعود له الفضل في تأسيس الدولة النوميدية، كما أسهم في ترقية العمران وتطوير الزراعة بالمنطقة وأسس جيشاً قوياً.
6- ضريح لوليوس: يقع ضريح لوليوس في جبل شواية بالمكان المسمى “الهري”، على بعد حوالي 25 كلم شمال غرب قسنطينة، غير بعيد عن “تيدس” له شكل أسطواني، بُني من حجارة منحوتة وشيّد من طرف “ك لوليوس إبريكيس” حاكم روما آنذاك تخليداً لعائلته.
7- تيديس: تقع على بعد 30 كلم إلى الشمال الغربي من قسنطينة وتختفي في جبل مهجور، كانت لها قديماً أسماء عدة مثل: “قسنطينة العتيقة”، “رأس الدار” كما سُميت أيضاً “مدينة الأقداس” نظراً لكثرة الكهوف التي كان الأهالي يتعبدون بها، ويبدو أن اسمها الحالي “تيديس” هو اسم محلي نوميدي، أما الرومان فأعطوها اسم castelli respublica tidditanorum.
ومعنى “كاستيلي” هو المكان المحصن، ومعنى “روسبيبليكا” أي التمتع بتنظيمات بلدية، وقد كان دور هذه المدينة هو القيام بوظيفة القلعة المتقدمة لحماية مدينة سيرتا من الهجمات الأجنبية.
ولا تزال الآثار شاهدة على الحضارات التي تعاقبت على “تيديس” بدءاً بعصور التاريخ، فالحضارة البونيقية، الحضارة الرومانية، الحضارة البيزنطية إلى الحضارة الإسلامية.
ويتجلّى عصر ما قبل التاريخ في مجموعة من القبور تسمى “دولمن” ومعناها “المناضد الصخرية”، وهي مقبرة قديمة تقع على منحدر الجانب الشمالي، وتجمع عدداً من المباني الأثرية الدائرية المتأثرة بطريقة الدفن الجماعي والتي تسمى “بازناس” وتدل النصب والشواهد الموجودة على العصر البونيقي، فيما يتجلّى الطابع الروماني في المناهج المتعلقة بنظام تخطيط المدن.
8- باب سيرتا: وهو مَعلم أثري موجود بمركز سوق بومزو، ويرجَّح أنه كان معبداً، ويعود تاريخ اكتشافه إلى شهر حزيران من عام 1935م، وحسب بعض الدراسات فإن هذا المعبد قد بُني حوالي سنة 363م.
9- الأقواس الرومانية: موجودة على الطريق المؤدي لشعاب الرصاص، وكان الماء المتدفق بهذه الأقواس يمر من منبع “بومرزوف” ومن الفسقية (جبل غريون) إلى الخزانات والصهاريج الموجودة في “كدية عاتي” بالمدينة، وهذا المعلم هو من شواهد الحضارة الرومانية.
10- حمامات القيصر: ما زالت آثارها قائمة إلى اليوم، وتوجد في المنحدر بوادي الرمال، وتقع في الجبهة المقابلة لمحطة القطار، غير أن الفيضانات قد أتلفتها عام 1957م، وقد كانت هذه الحمامات الرومانية تستقطب العائلات والأسر، للاستحمام بمياهها الدافئة والاستمتاع بالمناظر المحيطة بها، خاصة في فصل الربيع.
11- إقامة صالح باي: منتجع للراحة، يقع على بعد 8 كلم شمال غرب قسنطينة، وقد كان من قبل منزلاً ريفياً خاصاً، قام “صالح باي” ببنائه لأسرته في القرن 18م، لينتصب بناية أنيقة وسط الحدائق الغنّاء التي كانت تزين المنحدر حتى وادي الرمال، وتتوفر الإقامة على قبة قديمة هي محجّ تقصده النساء لممارسة بعض الطقوس التقريبية التي تُعرف باسم “النشرة”.
12- قصر أحمد باي: يُعد قصر الباي إحدى التحف المعمارية الهامة بقسنطينة وتعود فكرة إنشائه إلى “أحمد باي” الذي تأثر أثناء زيارته للبقاع المقدسة بفن العمارة الإسلامية، وأراد أن يترجم افتتانه بهذا المعمار ببناء قصر، وبالفعل انطلقت الأشغال سنة 1827 لتنتهي سنة 1835م. يمتد هذا القصر على مساحة5600 متر مربع، يمتاز باتسّاعه ودقة تنظيمه، وتوزيع أجنحته التي تدل على عبقرية في المعمار والذوق معاً. تعرض القصر طيلة تاريخه إلى عدة محاولات تغيير وتعديل، خاصة أثناء المرحلة الاستعمارية، حيث حاولت الإدارة الفرنسية إضفاء الطابع الأوروبي على القصر، بطمس معالم الزخرفة الإسلامية والقيشاني (سيراميك)، أما الريازة المعمارية للقصر، فقد حُوِّرت كثيراً عن أصلها الإسلامي بعد الاحتلال الفرنسي للمدينة، وأصبحت عبارة عن خليط من الريازات المعمارية، ومع ذلك فإن الهوية الأصلية للقصر ظلت هي السائدة والمهيمنة على كل أجزائه وفضاءاته الرائعة، وإن الزائر له يستمتع بنقوشه وزخرفته وتلوينات مواده التي تحيل إلى مرجعية معمارية ضاربة في الأصالة والقدم.
وتضفي المدينة القديمة بدروبها الضيقة وخصوصية بناياتها طابعاً مميزاً، وتشتهر ببيوتها المسقوفة وهندستها المعمارية الإسلامية التي مكّنتها من الصمود مدة أطول، ملمحة إلى حضارة وطابع معماري يرفض الزوال. وتُعتبر المدينة القديمة إرثاً معنوياً وجمالياً يشكل ذاكرة المدينة بكل مكوناتها الثقافية والاجتماعية والحضارية، وقد عُرفت قسنطينة كغيرها من المدن والعواصم الإسلامية الأسواق المتخصصة، فكل سوق خُصّ بتجارة أو حرفة معينة، وما زالت أسواق المدينة تحتفظ بهذه التسميات مثل: الجزارين، الحدادين، سوق الغزل، وغيرها.
هذا إلى جانب المساحات التي تحيط بها المنازل والتي تسمى الرحبة، وتختص بحرفة معينة مثل رحبة الصوف ورحبة الجمال، أما الأسواق الخاصة بكل حي من أحياء المدينة، فإنها كانت تسمى السويقة.
منشورات متحف المجاهد قسنطينة
كم انتي جميلة يا بلاد المليون ونصف مليون شهيد
احببتك واحببت ثقافتك المتنوعة يا عروس العالم العربي
شكرا
العفو